recent
أحدث مقالاتنا

الالتهام الذاتي أو البلعمة الذاتية (Autophagy)

الالتهام الذاتي أو البلعمة الذاتية (Autophagy) 


يعود أصل الكلمة الإنجليزية (Autophagy) إلى اليونانية، وهي مكونة من مقطعين (auto) وتعني (ذاتي) و(phagein) وتعني (الأكل). وقد صيغ المصطلح أول مرة من قبل العالم البلجيكي كريستيان دو دوف (Christian de Duve) منذ أكثر من 50 عاماً، واستند في ذلك على مراقبته للتلف الملحوظ في الميتوكوندريا وغيرها من المكونات داخل الخلايا؛ عن طريق الجسيمات الحالة (lysosomes).

ما هو الالتهام الذاتي ؟

يمكننا القول عنها بأنها عملية هدم الذاتي، والالتهام الذاتي يمكن أن يكون انتقائي أو غير انتقائي في إزالة عضيات محددة، وهي آلية مهمة جداً للبقاء، ولتحقيق التوازن بين مصادر الطاقة في الأوقات الحرجة وبين المصادر والموارد المتاحة، فيمكننا اعتبار عملية البلعمة الذاتية استجابة تكيُفيّة للضغوط.

الالتهام الذاتي والظروف الحرجة !

مثلها مثل البشر عندما يضعون خطة تقشفية لمواجهة الظروف الصعبة أو الحرجة؛ فإن الخلية أيضاً تفعل نفس الشيء ولكن بطريقة مُبرمجة !
فالالتهام الذاتي يمكن الخلايا من البقاء حية رغم الضغوط من البيئة الخارجية المحيطة مثل الحرمان من الموارد كالمواد الغذائية، ويسمح لها أيضاً على تحمل الضغوط الداخلية فيمنع من تراكم العضيات التالفة أوالممرضة داخل الخلية أو غزو الكائنات المعدية.

ما أهمية الالتهام الذاتي أو البلعمة الذاتية (Autophagy) ؟

  1. يعزز فرص البقاء على قيد الحياة، ففي حالة الجوع الشديد، يعمل انهيار المكونات الخلوية على تعزيز بقاء الخلايا من خلال الحفاظ على مستويات الطاقة الخلوية.
  2. يلعب الالتهام الذاتي دوراً مهماً جداً في إزالة البروتينات، والعضيات التالفة، مثل الميتوكوندريا، والريبوسومات، بالإضافة إلى التخلص من الركام داخل الخلايا.
  3. القضاء على مسببات الأمراض داخل الخلايا مثل الطفرات المسببة للسرطان.
  4. الالتهام الذاتي يعزز الشيخوخة الخلوية فيلعب بذلك دوراً رئيسياً في الوقاية من الأمراض مثل السرطان والتنكس العصبي، القلب، السكري، وأمراض الكبد، أمراض والتهابات المناعة الذاتية.

أشكال الالتهام الذاتي وانتشاره

وهناك عدة أشكال مختلفة من الالتهام الذاتي أهمها:
الالتهام الذاتي الكبير (macroautophagy) والالتهام الذاتي الصغير (microautophagy) والالتهام الذاتي المتوسط الموجّه (chaperone-mediated autophagy).

ويتوفر الالتهام الذاتي في جميع حقيقيات النوى؛ بما في ذلك الفطريات والنباتات والعفن والديدان، وذبابة الفاكهة والحشرات والقوارض (الفئران والجرذان المختبرية)، والبشر.

جائزة نوبل للياباني يوشينوري أوسومي بسبب الالتهام الذاتي !

وقد أعلن يوم 3 اكتوبر/تشرين الأول عن فوز الياباني يوشينوري أوسومي بجائزة نوبل للطب أو علم وظائف الأعضاء، وذلك لجهوده في هذا المجال، فقد أسهمت تجاربه واكتشافاته في فهم آلية عمل وحدوث الالتهام الذاتي، ففي أوائل التسعينات عمل يوشينوري على تحديد الجينات الأساسية المسؤولة عن الالتهام الذاتي في خميرة الخبز.

ثم شرح الآليات الأساسية من أجل الالتهام الذاتي في الخميرة، وقد أدت أبحاثه إلى نموذج جديد في فهمنا للكيفية، وفتحت اكتشافاته الطريق إلى إدراك أهمية الالتهام الذاتي في كثير من العمليات الفسيولوجية، مثل التكيف مع المجاعة أو الاستجابة للإ صابة، والقضاء على الطفرات في الجينات التي يمكن أن تسبب الأمراض.


المصادر

  1. nobelprize.org
  2. ncbi.nlm.nih.gov
  3. news-medical.net
google-playkhamsatmostaqltradent