recent
أحدث مقالاتنا

ما تاريخ عيد الحب أو الفالنتاين ، و لماذا سمي بهذا الاسم ؟ قصة يوم الحب !

ما تاريخ عيد الحب أو الفالنتاين ، و لماذا سمي بهذا الاسم ؟ قصة يوم الحب !

يحتفل معظم العالم يوم 14 شباط / فبراير بيوم الفلانتين أو يوم الحب ، و القصة الحقيقية لهذا اليوم يكتنفها الكثير من الأساطير والغموض، ولكن سنحاول في هذا المقال الوقوف على أصول هذا العيد ، فما هو تاريخ عيد الحب ، و ما قصته ؟

ما هو أصل كلمة فالنتاين ؟

الأصل الحقيقي لكلمة فالنتاين يعود إلى اسم قديس ولكن هويته محل خلاف، فالكنيسة الكاثوليكية تعترف بما لا يقل عن ثلاثة قديسين يحملون اسم فالنتاين (Valentine) أو فالنتينوس (Valentinus)، في حقب زمنية مختلفة وبحسب الكنيسة كل هؤلاء القديسين ماتوا بنفس اليوم 14 فبراير/شباط بظروف مختلفة، فأحدهم قس من روما، والآخر أسقف من تورني في إيطاليا، وأما الأخير فقد قُتِل في مستمرة تابعة لروما في أفريقيا.

هل فالنتاين روما أصل يوم الحب ؟

يقال أن فالنتاين كان كاهنًا في القرن الثالث في روما، وحين أصدر الإمبراطور كلاوديوس الثاني قراراً يحظر فيه الزواج على الشبان لغايات تعزيز جيشه بالجنود، تحدى هذا الكاهن قرار كلوديوس واستمر في تزويج الشباب سراً، وحين اكتُشِف أمره من قبل كلاوديوس الثاني قام بسجنه ثم أعدمه في 14 شباط/ فبراير عام 278 أو 270 م.
 
وقد تناقلت بعض الروايات أن فالنتاين كتب رسالة بنفسه في الليلة التي سبقت إعدامه؛ يخاطب فيها فتاةً زارته في السجن، وقد ختم رسالته قائلًا: "مِن المُخلص لك؛ فالنتاين"، فيما اعتبر أول بطاقة عيد حب، ويقال أن تلك الفتاة هي ابنة كلاوديوس الثاني وقيل أنها ابنة السجّان ولكن لا يوجد ما يؤكد صحة هذه الرواية. 
 
أما القديس الذي عاش في تورني في إيطاليا في عهد الإمبراطور الروماني أورليان، فقد أعدمه بسبب مساعدته المسيحيين على الهرب من سجون الامبراطورية الرومانية؛ حيث كانوا يتعرضون هناك للضرب والتعذيب، والقديس الأخير الذي قُتِل في مقاطعة رومانية في إفريقيا؛ فليس من المرجح أن يكون له علاقة بعيد الحب.

الأصل الوثني لعيد الحب ؟!

في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن عيد الحب أو الفالنتاين هو تخليد من الكنيسة لذكرى وفاة القديس فالنتاين، فهناك حقيقة أخرى صادمة ربما !
إذ يؤكد بعض المُؤرخين أن يوم الفالنتاين ليس سوى احتفال روماني وثني يرتبط بالخصوبة والربيع يسمى احتفال لوبريكاليا (Lupercalia)، فحاولت الكنيسة تنصير هذا الاحتفال لأنه كان شائعا جداً ولم تستطع محوه من ذاكرة الناس في ذلك الوقت؛ حيث كان يمتد من 13 وحتى 15 شباط/فبراير احتفالا بذكرى مؤسسي الدولة رومولوس وريموس (Romulus and Remus) ابنيّ آلهة الحرب مارس، ففي عام 800 قبل الميلاد تقريبًا تُركِا على ضفة نهر التيبر حيث وجدتهما ذئبة (Lupercalia)، وأرضعتهما ورعتهما، بحسب الميثولوجية الرومانية. وهذا ما قد يوضح معنى اسم المهرجان (عيد الذئبة) فالاشتقاق المحتمل لاسم (Lupercalia) من (lupus) وتعني باللاتينية الذئبة، بالإضافة فإن هذا التاريخ يصادف الاحتفال بفاونس (Faunus) آلهة الخصوبة والزراعة عند الرومان أيضاً !

والاحتفال بهذا العيد استمر حتى نهاية القرن الخامس الميلادي، حيث اعتبرته الكنيسة أخيراً أنه غير مسيحي، وفي عام 496م أعلن البابا جلاسيوس (Gelasius) يوم 14 فبراير هو يوم القديس فالنتاين بدلًا من عيد لوبريكاليا.

© irisphoto1/Fotolia

لماذا يطغى اللون الأحمر على هذا اليوم ؟

كان مهرجان لوبريكاليا الذي ذكرناه آنفاً حافلاً بطقوسٍ وثنية غريبة، وربما أكثر هذه الطقوس غرابةً أن تأتي فتيات محتفلات برفقة شابين عاريين تماماً، ثم يذبحون عنزة و كلباً كرمز للخصوبة والبقاء؛ ثم يُدهن جسد هذان الشابان بدماء الحيوانات، ثم يتقدم هذان الشابان الموكب الاحتفالي وبيدهما قطعتين من الجلد مُلطختين بالدماء، ويبدؤون جولة في مدينة روما، ويلطخان كل من صادفهما بهذه القطع المدمية، وكان الناس والنساء والشبان يتهافتون عليهما لأجل بركة هذه الدماء في الخصوبة والعلاج، فعلى الأرجح أن رمزية اللون الأحمر في هذا اليوم مرتبطة بتلك الطقوس الوثنية القديمة.

لماذا أعادوا إحياء مناسبة يوم الحب ؟

في السنوات العشرين الأخيرة ركزت وسائل الإعلام العالمية المختلفة بأنواعها والشركات التجارية العالمية على إعادة إحياء هذه المناسبة والترويج لها بكل الطرق الممكنة ليس مراعاةً لمشاعر المحبين بل مدفوعة بمصالح تجارية واقتصادية عملاقة عابرة للقارات، ضاربة بعرض الحائط مفاهيم الأخلاق والعادات الاجتماعية للبلدان لتحصيل أكبر قدرٍ من المكاسب الاقتصادية في هذا اليوم !
google-playkhamsatmostaqltradent